وكالة أنباء الحوزة - في كلمةٍ ألقاها اليوم 23 أكتوبر 2025 خلال الجلسة الافتتاحيّة للمؤتمر الدوليّ لإحياء ذكرى المرحوم الميرزا النائينيّ، أعرب آية اللّه عليرضا الأعرافيّ عن بالغ سروره بالحضور في هذا المحفل العلميّ الوضّاء، مثنيًا وشاكرًا الجهود المبذولة من قبل المنظّمين والباحثين المشاركين في هذا الحدث الجليل، وأردف مصرّحًا بأنّ تكريم هذه الشخصيّات العظيمة مسؤوليةٌ أخلاقيّة تقع على عاتقنا تجاه هذه الوجوه المؤثّرة والفاعلة في العالم الإسلاميّ، كما أنّه فرصةٌ ثمينةٌ لتعريف جيل اليوم بآثارهم الباقية ومآثرهم الخالدة.
ثمّ تطرّق سماحته إلى المكانة العلميّة والفكريّة والاجتماعيّة التي تبوّأها هذا العالم الجليل من علماء التشيّع، وقال: إنّي لأشكر اللّه تعالى الذي جمعنا في هذا المجلس النيّر لتكريم العالم الجليل المرحوم الميرزا النائينيّ. وعليه، فإنّني أتقدّم بخالص الشكر والتقدير لجميع القائمين على هذا المؤتمر الكبير، وللباحثين والمؤلّفين، وللأمين الموقّر لهذا المؤتمر.
كما أشار آية اللّه الأعرافيّ إلى أنّ الاقتداء بجهود هذه العظماء والعلماء الربّانيين والاستلهام منهم هو حاجةٌ ملحّةٌ للحوزات العلميّة في العصر الحاضر، داعيًا إلى ضرورة عرض سِيَرهم المشرقة في أبعادها العلميّة والاجتماعيّة والسياسيّة كافّةً.
وبيّن سماحته أنّ حياة المرحوم العلامّة النائينّي، بما فيها من تقلّباتٍ وتحديّاتٍ، زاخرةٌ بالدروس والعبر الملهمة لنا جميعًا، منوّهًا إلى أنّ فقهه وأصوله وفكره الكلاميّ يكشف عن شموليّة هذا الفقيه البارز.
ثمّ تناول مدير الحوزات العلميّة اتّساع الأفق العلميّ للمرحوم الميرزا النائينيّ، مبيّنًا أنّه أدرك المدارس المتنوّعة في أصفهان وسامراء والنجف الأشرف، واستفاد من الانشغالات المتعدّدة في الحوزات آنذاك، وأثرى الساحة العلميّة والفكريّة بجهوده وإبداعه.
وأضاف سماحته أنّ المرحوم الميرزا النائينيّ، إلى جانب التزامه العميق بالسُّنن العلميّة للسابقين، كان صاحب فكرٍ تجديديٍّ مبتكرٍ، خطا بخطواتٍ واثقةٍ في سبيل تطوير المناهج العلميّة وتحديثها.
وأكّد آية اللّه الأعرافيّ أنَّ التزام المرحوم النائينيّ بالسنن والتقاليد يمثّل نموذجًا يجب أن يحتذى به في الحوزات العلميّة، فضلًا عن أنّه كان مجتهداً يواكب عصره، ويستجيب لقضايا زمانه، ويسير على نهجٍ اجتماعيٍّ قويمٍ.
وأوضح سماحته أنّ علم الأصول قد شهد نقلةً نوعيّةً كبرى على يد الميرزا النائينيّ؛ إذ تحوّل إلى منظومةٍ متكاملةٍ تمتاز بالتحليل الدقيق والعرض الجديد للمسائل القديمة، ولم يكتفِ في أيٍّ من مستويات الأصول بالتحليلات السطحيّة والبسيطة، بل كانت تحليلاته دقيقةً وعرفيّةً ومتّفقةً مع فضاء النصّ والروايات.
وفي إشارةٍ إلى الأبعاد الاجتماعيّة والسياسيّة لشخصية المرحوم الميرزا النائينيّ وكلامه وآثاره، أوضح مدير الحوزات العلميّة أنّ هذا العالم الجليل قد عاش في حقبةٍ عصيبةٍ شهدت تحوّلات القرنين التاسع عشر والعشرين وعايشت أجواء الاستعمار الغربيّ الثقيل الذي أعقب الحرب العالميّة. كان هذا الفقيه الشيعيّ البارز، سواءً في الفترة التي عاشها بجوار المرحوم الميرزا الشيرازيّ أو في زمن مصاحبته للآخوند الخراسانيّ أو في عصر مرجعيّته، دائم الاهتمام والقلق على مصير الإسلام، وخاصةً بلدي إيران والعراق.
كما أكّد سماحته على ضرورة استمرار البحث في أفكار المرحوم الميرزا النائينيّ وعرضها على الجيل المعاصر، معتبرًا أنّ إعادة قراءة المدرسة العلميّة والاجتماعيّة والسياسيّة لهذا الفقيه المجدّد يمكن أن تكون سراجًا يضيء درب الحوزات العلميّة في العصر الراهن.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك